عبر عدة مجاميع قصصي ،(هموم شجرة البمجر غناء الفواخت ، طائرة الخليج ،وقصص منفردة مبثوثة في المجلات الادبية) يشيد كاظم الاحمدي لنفسه تياراً منفرداً استوحادياً في القصة العراقية ،ذلك ان كاظم الاحمدي واحد من قلائل ،كتب بصمت وصبر حتي توضحت روائعه وملامح تجريبه وحداثوية عمله.ف/هدوء .. هدهدة .. دغدغة ../ مضامين لاراجيح تدس وتغمس فتندغم بالاحساس الداخلي للذات المستوحدة، الوجدانية، الاستبصارية .. يمددها ويرسم مداها كاظم الاحمدي .. فالمتكونات والاشياء تتحرك ببطء حركة بندولية ذات اهتزاز ارجوحي داخل المكان المحتمل اعداده .. والارجحة لديه شبه قانون، بخيوط وشعب تتعاقب مع بعضها فتحدد نوع الارجحة ومقدارها، ثم تعطي المعالم النفسية للمتأرجح. اذن علينا ان نقيد انفسنا بقانون البندول فهو عضوي الصلة بالارجحة! (الارجحة، (الاقدام والتراجع، الملموس والظنني، النفس والسلوكي) صنعات تغطي اعمالا لها احقيتها في البحث والتقصي. لنتابع ذلك في حركة السلحفاة لقصة (الممرات الجنوبية/مجموعة غناء الفواخت) وسنري التتابع الارجحي الذي نقصده: بدء التهيؤ: (فوق هذه الضفة او تلك تبحث عن شي ما - ص 47-48 )
التهيؤ: (لاشي تفعله سوي طمس رؤوسها - ص48)
بدء الحركة: (وثانية تخرج مكسوة صدفاتها بالق رائع - ص 48)
التدرج البندلي: ياخذ التدرج التالي: 2- الهدهدة ب- التمسك بالحالة الحركية. جـ - بدء التفكك البندولي. د- التراجع الضمني. هـ - العودة الي الظرف الحركي الاول.
وتاخذ الهدهدة او الارجحة مضمونا استوحاديا ايضا في قصة (ارجوحة الماء الهادئة) وكانها فعل مكون من (حدث ونصف) اي انها حركة مستمرة بتياريها، الاقدام والارجحام، فالرجل يدغدغة الماء نفسيا وسلوكيا. وكلتا الحالتين يجمعهما الذهن الخازن الاوحد دون ان يبت لصالح احدهما. ما ان يؤسس الاحمدي لنفسه تقنيا فنا بندوليا حتي يحاول تصعيده الي تكنيل فني اخر ذي ديناميكية شائعة، يصنع لها خصوصيته وجماليته لتوسم باسمه .. هذه .. هي ... صيغة القرين او الشبيه او الجزء المغامر (الند) لذات الشخصية.
القرين في قصة فوانيس مريم - مجموعة طائر الخليج - ينقسم الي نوعين هما: أ- القرين التقابلي: حيث يكون احمد المنياوي (الذات) بمقابل محمود المنياوي (الصورة) (بماذا تفكر يا احمد، اثمة شي يكدر عليك؟ (اذا لم يكن لديك مانع ما فلتق جزءا من هذا الليل بالحديث). ب- القرين التكميلي: فقطة مريم تكمل مريم وتقترن بها، تتحمل نتائج ما يخص مريم الحزينة الصامتة، وعلي القطة الافصاح بالنيابة عن مريم. القرين بالنسبة للكاتب قضية شكلية وفكرية تمتد في متشابكات الكشوفات الاحمدية ... ومن شائكات هذا التشابك ان القاص يعمد الي الدمج بين القرينين دون تدرج، من ثم الغائها حين ينسف ويعري يميل الي الواقعي والعملي، خاصة في النهاية. وياخذنا شوط التقصي البندلي والارجحي لهذا الي ابرز صيغة تكنيكية (لعالمه) القصصي تلك هي فاعلية التوازي حيث يحرك خطين للسير، الحدثي والمكاني، متعادلين متوازيين، لا يشترط لهما تقابلا زمنيا، يتيحان له تشكيل اربعة نماذج من المتوازنات الارجحية هي:
1- التوازي العددي: كما في قصة الممرات الجنوبية - مجموعة غناء الفواخت ص 47 (بامتداد ضفاف الانهر الصغيرة تمتد النخيل، تحلتين نخلتين، ثم نخلتين فنخلة، ثم نخلة فثلاث نخلات).
2- التوازي النفسي: تكونه جميه احداث قصة فوانيس مريم في مجموعة طائر الخليج (من ص62 الي ص 72).
3- التوازي التفصيلي: اي يخدم توضيح الهدف النهائي بتفاصيل صغيرة توازي بينها كتفاصيل والمحتوي العام لهدفية القصد. وقد قاد القاص خط السلحفاة وخط سلوك الاطفال ورؤية السلحفاة ثم خط اصابة الطفل كتفاصيل حديثة توصل الي لم الغاية الواحدة الاخيرة القصد الروائي للحدث في قصة الممرات الجنوبية ، مجموعة غناء الفواخت.
4- التوازي الاستذكاري: والذي يعتمد علي ذهن خازن لنوعين من الاستذكار بمحفز واحدن فالطفل والرجل يحفز فعلهما عامل واحد هو الماء، في قصة ارجوحة الماء الهادئة، وكذك يمكن القول نفسه عن توزيات اخري استذكارية لقصص كثيرة أرجي عليها الاحمدي تجارب شيبة بذلك.
وجميع هذه الاتجاهات تكون كلية شمولية تسيح بها مجموعة هموم شجرة البمبر، ومجموعة غناء الفواخت، ومجموعة طائر الخليج. ... ومما يؤثر للاحمدي ولعله في توظيف مقاييس الابعاد الشعبية توظيفاً مثيولوجياً بعيداً عن البناء المهني أو الهندسي لها. كما ان له اسراره الخاصة بالتكرار اللفظي للغظة الواحدة، وهو من قلائل كتاب الاحتمال السردي الامثلب، ... ولعله تخصص بأجتراء البوح في مجال الاستغراق الوجدي والاستبصار الصوفي، مما يميليا نحو البحث عن آليات اكثر تطورا من مقاربات نقد القصة القصيرة، ... وأجد ان قوانين السرد الخاصة بالقص الحديث الموجز قادرة علي احتواء جهوده الجادة المضنية.
السبت نوفمبر 22, 2008 6:08 am