اصورة تجمع القاص الراحل مع الشاعر عبد الكريم العامري
لابد ان أشحذ ذاكرتي دائما وهذا هو مايؤرق الكاتب او الأديب حين يشعر ان ثمة مايشبه مخاضا داخله ، وهذا سر مانجده في الشعر والقصة والرواية لأنها ولادات مابعد المخاض . كانت ذاكرتي قد أوصلتني الى محطة وجدت من المناسب ان أدخلها ومعي ممن يحرص على متابعة فناري الأسبوعي هذا .
فتشتت بين أوراقي ومسوداتي من قصص غير مكتملة او قصص منشورة وبعضها غير منشورة او رسائل وصلتني من أدباء وكتاب ، وجدتني اطمع في البحث والتفتيش بين خلايا الذاكرة عن الرسائل التي كنت ابعثها بين حين وآخر وفي سنوات سابقة الى الأستاذ القاص (كاظم الأحمدي) الذي كنت التقيه في تلك السنوات في أحدى المقاهي باستمرار ، وقبل ان أعرفه شخصيا كنت أكتب قصصا غير ناضجة وأتلقف مجاميع قصصية لقصاصين عراقيين والتهمها .
ذات مرة كتبت قصة قصيرة ، قلت مع نفسي ليس غير القاص (كاظم الأحمدي) هو من يقدم لقصتي التي سأبعثها مرفقه في رسالة كتبتها تمنيت ان اجد قصتي منشورة في أحدى الصحف واسمي مطبوع عليها ، بعد ان تجد طريقها للنشر بسرعة حينما يقرأ محرر الصفحة الثقافية في صحيفة ما ان القاص (كاظم الأحمدي) مدون على مقدمة قد كتبها هكذا كنت أعتقد وامني النفس ، واحسب الأيام ، ماهي حتى ايام قلائل حتى وصلتني رسالة جوابيه من القاص (كاظم الأحمدي) كانت رسالة ممتعه وقيمة وتحمل معاني الدلالات ، ومن حين لآخر ، أخرجها واكرر قراءتها أقتطع ماجاء في رسالة القاص (كاظم الأحمدي) كان ذلك عام 1994 (مصطفى تستطيع ان تسير وحدك ، فأنت شاب ، وربما أكثر من حيوية وطموحا ، لايجدر بك ان تفتش عن عكازة ، وحينما أرفض ان أكون لك عكازه تتقدم بها الى عالم الأدب ، خطوة ، فلاتظن ان ذلك من البخل او العجرفة او التباهي ، او التعالي وانما أمنية ان أرى الشباب يتدفق من الشباب.. وان يحفر الشباب طريقهم بأيديهم .. ان أعذب مذاقات الأمل تلك التي نتلذ باستذكارها ، شيء من التاريخ نضعه ، فحاول ان تصنع (مجدك) الأدبي تبذل كل طاقة .. وطاقة منبعثة من عمقك ، من أحساسك، من رغباتك .. هي الأفضل والأقوى من كل المقدسات ..
ليس سهلا ان تسمع ذات يوم ان (كاظم الأحمدي) قد صنع (مصطفى حميد) أديبا ، وان كان هذا مايغريني الا أنني لاأريده لك.. كنت حرا ، طليقا ، مبدعا ، بامكانك ان تجد لك قدما في أي مكان ..) وانا أستذكر هذه الكلمات العميقة للأستاذ القاص (كاظم الأحمدي) ادرك تجربة هذا الكاتب ومدى استشراقه للمستقبل وان كان ثمة كلمة حق ماعلينا الا ان نقولها .. وها انذا أقولها للقاص المبدع (كاظم الأحمدي) .. وهذا هو كاتب هذه السطور ما زال يتلمس طريقه الأدبي بخطى واثقة.