تلك التي في السماءِ
ليست غيوماً..
تلك أنفاسُ المحارب القديم،
بخوذتهِ الملساء، ودرعه المطعون..
يجلسُ منفرداً، يرسمُ باصبعهِ حصوناً
انهارت تحت قدميه..
وساحاتٍ لمّا تزل صاخبةً، ولمع سيوف!
هناك. في السقفِ البعيد المزرق،
بينَ شتاتِ الذاكرة، يقعي، على اثر فتوحاتٍ
بهتت ألوانها..
وقد غطّى الغبار عورته،
وافترشت لحيته البيضاء صدرَ المرآة.
هل يغطي الغبارُ عوراتنا المستديمة؟!
***
تلك التي في السماءِ
ليست نجوماً..
تلك أعينُ الصغار يطهّرها الآتون..
تلك أفئدةُ الأمّهات..
الأمّهات اللاتي يسّاقطُ حولهنَّ الأسى
كلّما هززنَ الأسرّة الخالية.
الأمّهات اللاتي يلدنَ الحطب!
***
تلك التي فوقنا
ليست سقوفاً..
تلك
أجداثُ
الأجدادِ
تستغيث!
(البصرة 3/12/2000)