(1)
من الثلاثة الذين هم في الواحد أعني (الشاعر/ المسرحي/ الروائي) دون ان انسى البؤرة الفنية.. عين الكاميرا التي طلع هؤلاء الثلاثة منها أعني المصور الفوتوغرافي المتجول عبد الكريم العامري.. حتى يلتقط حبات لعصافيره العائلية عليه أن يلتقط للآخرين ما يثبت لهم زمكانية من سيرهم الشخصية.
(2)
من الفنيين الثلاثة أتوقف عند المسرحي. ومن مسرحياته أحاول أن ألتقط صورة فوتومونية لآخرهن (كاروك).. أرى أن الفوتوغرافي الذي في الصديق هو الذي يلتفت الى الجهات الست ليلتقط اللحظة المسرحية/ المحلية المحض فهو على حد صداقتي اليومية يقرأ النصوص العالمية لكنهُ لا يستسيغ تعريقها كما أن لا صبر لديه على مسرحة القصص القصيرة أو الروايات بل أراه خائباً كبيراً في ذلك لكن النتيجة: محمدة له، لا مذمة عليه.. راح الفوتوغرافي الذي فيه ينقض على وجع محلي هو الأشد قساوة ليتمسرح فيه. إن اليومي حين يغمر بالطفل المسفوك (تمتص الطاقة المسرحية وتستنفد حاجة الجماعات الى التمسرح فاليومي يصبح مسرحاً حياً وفاجعاً يمتد في التاريخ الفعلي للأمة)(سعد الله ونوس/ الأعمال الكاملة/المجلد الثالث/ط1-1996/الأهالي- دمشق ص75).
(3)
للخشب في هذه المسرحية ذات ازدواج قيمي الموجع، إنها عملية تفكيكية شرسة أن يفكك المهد ليغدو تابوتاً فتستحيل مناغاة الطفولة الى صريخ يتدفق من قرارة القهر فـ(الجو راكد ورمادي وخانق والطبيب اعتدنا على هزة رأسه اليائسة: لا أحد يستطيع أن يفعل له شيئاً. المرض يتقدم ولا دواء)(محمود عبدالوهاب/الحكاية16 من رواية رغوة سحاب/بغداد ط1-2001).
لم يكترث المصور/ العامري وهو يبحث عن لقطة مسرحية لم يكترث للبذخ المتفشي بسبب الحصار عند البعض فهو لا يمتلك عين الحاسد بل عين كاميرا مثبتة في قلب أب له بصيرة الفنان المنحاز لكل ما هو جميل وإنساني وخالد.
(4)
في مسرحية (كاروك) لا يكون الإنسان موجوداً في المكان الخطأ بل الخطأ ينقضُّ على الإنسان ليزيحه من مكانه الصحيح.
(5)
ومنظور مثل هذا يشترط : التجديد في الشكل المسرحي ولنستمع الى شاهد إثباتنا وهو يقول (ان الشكل في المسرح وخاصة في المسرح يفترض المضمون دائماً أو بتعبير أدق الموقف الفكري من الإنسان في سياق حركة التاريخ بحيث ان كل تغيير في هذا الموقف- المضمون لا بد أن يستتبع تغييراً في الشكل)( سعد الله ونوس/المجموعة الكاملة-ص81).
أرى أن المؤلف العامري قد استمع الى هذا الكلام قبلنا وها هو في (كاروك) يحاول أن يفعل ذلك.
(6)
جدلية الشكل والمضمون بحد ذاتها تنتخب جمهورها المتميز أعني المتوجع في ظل هذا الحصار الأشد ضراوة أو المصغي لأوجاع سواه.. المساهم على قدرة في إخمادها اما أولئك الذين يرون (الحياة الإنسانية محصورة بين قطبين.. ذلك الذي تغزو فيه الأنا العالم وذلك الذي ينتهي العالم فيه باستيعاب الأنا على هيئة جثة أو رماد)(تودوروف/ فتح امريكا ترجمة بشير السباعي/ دار سينا للنشر/ مصر- ص2).
فسيكون هذا التوجه المسرحي بالذات خارجية ثقافية مضادة.
(البصرة/ 2002)
· مقداد مسعود محمد
· مواليد البصرة 1954
· شاعر وناقد
عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
فاز بالجائزة الأولى في المسابقة السنوية لمديرية تربية البصرة عام 1975 عن مقالته النقدية ( الأشارات والرموز في مجموعة الجريمة لنجيب محفوظ ) .
نشرت مقالته الأولى ( الموت والمنفى ) في مجلة الطليعة الأدبية العدد/2 لسنة 1976
نشر قصائد ومقالات في جريدة التآخي 76-1977 وجريدة المرفأ والراصد في الأعوام 76-77-78-79
1992-2003 نشر في القدس العربي/مجلة الأقلام/الأديب المعاصر/آفاق/العرب اللندنية/الزمان/ألواح / أصوات
له المخطوطات الشعرية التالية :
- حفريات في حلم قديم ( قصيدة طويلة )
- بصرة ( قصيدة طويلة )
- الزجاج وما يدور في فلكه
- يمام
- التاسع البرتقالي
له في النقد من المخطوطات :
- قراءات اتصالية
- دراسة في أدب عبد الرحمن منيف
- دراسة في أدب حنا مينا
- العراقي الجميل / دراسة في شعر مصطفى عبد الله
- عابر استثنائي / دراسة في أدب محمود عبد الوهاب
· له في الرواية المخطوطات التالية :
- ماجرى للسيد خيري مناع حتى باع ما باع 1985
- حريق في عشب يابس 1986
- جسور العشار 82-1989
- الظلام المدجج 89-1993
· له مجموعة قصصية بعنوان ( زهرة البيلسان- 1996)
في المسر ح له مخطوطة مسرحية ( ازدحمت دون ترتيب 1998 – مونودراما )
في التفسير له ( الزيتونة والمشكاة ) قراءة حداثية في ثلاث سور من القرآن الكريم
( الواقعة والكهف والضحى ) 1995-2000