قراطيس ادباء البصرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافي ادبي يجمع نتاج الشعراء والادباء العراقيين والعرب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمن نحناتصل بنامجلة بصرياثا

 

 على هامش الليالي الألف ..الأذن العصية واللسان المقطوع(القسم الثاني)مقداد مسعود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
همسة
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

على هامش الليالي الألف ..الأذن العصية واللسان المقطوع(القسم الثاني)مقداد مسعود Empty
مُساهمةموضوع: على هامش الليالي الألف ..الأذن العصية واللسان المقطوع(القسم الثاني)مقداد مسعود   على هامش الليالي الألف ..الأذن العصية واللسان المقطوع(القسم الثاني)مقداد مسعود Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 03, 2008 9:00 pm

(16) شهرزاد / دنيازاد - قارئ الليالي الالف، يلمس من ان شهرزاد تبلغ اقصى غايات التهذيب والتقية فملكية الحضور لا شعريتها تشترط على الآخر وهو في الحضرة الملكية تشترط عليه مهيمنة أساس اعني: ضبط النفس، انها صلة
الوصل بين الآخر والملك فكل الممارسات الإنسانية عليها ان تلجم بلجام ضبط النفس واذا تحلى الآخر بذلك فمعناه: تخلق باخلاق التاج وحاز رضا الملك/ أليس كذلك يا ابا عثمان الجاحظ/ اخلاق التاج/ الجاحظ). ولان شهرزاد كل سقفها سيف مسرور فهي تدخر كل امكاناتها الفاعلة في ضبط النفس انها لا تحكي عن نفسها لشهريار مباشرة فهي تتظاهر بالحكي لاختها (دنيازاد): (قالت دنيازاد لاختها شهرزاد يا اختي اتمي لنا حديثك.. قالت: حبا وكرامة ان اذن الملك لي في ذلك/ فقال لها الملك احكي/ فقالت بلغني ايها الملك السعيد ذو الرأي السديد../ الليلة الثانية) قبل ذلك (تقول دنيازاد وقد ادرك الصباح شهرزاد ما اطيب حديثك وألطفه وألذه وأعذبه فقالت لها واين هذا مما سأحدثكم بالليلة المقبلة ان عشت وأبقاني الملك فقال الملك في نفسه والله ما اقتلها حتى اسمع بقية حديثها). نلاحظ ان الحوار القصير بين الاختين لا يخلو من افتعالية. ما الداعي لإطراء (دنيازاد) على اختها الا تمهيدا لقول شهرزاد (ان عشت وابقاني الملك) وهي توعد اختها بحكاية اعذب/ وألطف/ الذ من الاولى المحكية للتو "اين هذا مما سأحدثكم به الليلة المقبلة" انها بتهذيبها العالي تشترط على الملك اشتراطا يتمظهر في الحضرة الملكية بمظهر التوسل. من هذا المنطلق يمكن اعادة صياغة جملة شهرزاد كالتالي (لن احكي لك حكاية احلى من الاولى الا اذا ابقاني الملك).
(17)
البطش/ الأجنحة
عندما نرى رأي (ادوارد سابيرو) سنرى في اللغة: (اداة قادرة على تشغيل سلسلة من الاستعمالات النفسية وتدفقها لا يتماثل مع تدفق المحتوى الداخلي للوعظ فقط بل يماثله على عدة مستويات. ابتداء من حالة الذهن التي تهيمن عليها صور معينة الى الحالة التي ينصرف فيها الانتباه الى المفاهيم المجردة وعلائقها فقط وهي الحالة التي تسمى تقليداً بالتفكير الاستدلالي) بهذه الرؤية نحاول التعامل مع اجراءات شهرزاد في الحكي.. نرى ان توجه شهرزاد نحو شهريار: لا هو بالتوجه الاعزل او المكره ولا هو بتوجه المطمئن بثراء الأنوثة مكوثنا الطويل والمتكرر في بنية الليالي الالف اعني تفعيل استجابتنا الشخصية لطبقات البنية، يشجعنا على القول التالي: شهرزاد توجه/ بسعة المعرفي محصن/ ومؤسس بالوعي الاجتماعي/ ومعد للاستطاعة/ للنفاذ بسلطان الحكي من اقطار البطش الى وهم الاجنحة.
توجه مثل هذا، لابد وهو يستعمل خصائص اللغة عبر الحكي ان يفعل هذا الاستعمال ما يؤدي بالتالي الى توسيع خصائص اللغة ذاتها. ذلك لان (الشكل الخارجي للغة هو الثابت فقط اما معناها الداخلي وقيمتها النفسية او توترها فيختلفان باختلاف التركيز او اهتمام الذهن/ اليس كذلك يا ادوارد سابيرو).
(18)
المرأة / البضاعة
ان قيمة المرأة الاستعمالية كسلعة غير خاضعة للتكرار. فقد مسختها شروط شهريار الى استعمال يتيم. ذلك من خلال الاجهاز عليها مع ضوء الصباح التالي للزواج. وهي كبضاعة اعني المرأة لدى شهريار لا تمتلك شجاعة البضاعة.المرأة تذهب الى مسلخ شهريار اعني مخدعه وهي ترتجف من صقيع الموت المتوثب اما تلك التي ولدت (لتمحو الفوارق) اعني البضاعة فأنها (صلفة الى حد العهر)(18) للكشف عن ذاتها شهرزاد ما وظفت الحكي. لم تستعمله لسرد سيرتها الذاتية. لم تعترف بين يديه لتزيد من ثقته بها او به هو.. انها عن الآخر الملتبس لباس الحكاية/ ولاختزال المسافة بينهما (شهريار/ الآخر) حكت. جاعلة من الحكي وسيلة افهام وحفلة تعارف بين الاثنين. اما سبب عدم الحكي عن ذاتها فيمكن اختزاله في سببين:
1-غياب الصدقية لدى شهريار اذا حكت شهرزاد.
2-حرص شهرزاد على التكتم لما تعرف من موقف شهريار الدمائي من المرأة.
ان قيمة كلام شهرزاد في مستوى من مستوياته اذا استعملنا المصطلح الاقتصادي ضمن الانتاج البضائعي يمكن ان نرى فيه نتاج يدوي قابل للتداول (وتكمن قيمتها في هذه الحال في مدى قدرتها على اجتذاب الناس) (أمبرتوأيكو/ القارئ في الحكاية)(19).
(19)
خارجية / داخلانية
الا يمكننا ان نقدم وجيز سيرورة او آليات الحكي الشهرزادي؟
من الصفحات الاولى نعرف ان الحكي سببه الظاهري (دنيازاد) فهي لا تعرف النوم الا عبر الانصات الى حكاية تحكيها لها أختها شهرزاد.
وهذا يقودنا الى الاستنتاج التالي: ان للحكي حركة خارجانية، فعلها (دنيازاد) ورد فعلها (شهرزاد) حركة داخلانية من شهرزاد وتخص بها شهريار لكنها لابد ان تمر عبر قناة الحركة الاولى/ الخارجانية
دنيا زاد
-----شهرزاد-----
شهريار
هذه هي الحركة العمودية لسيرورة الحكي وقد تعمدنا ان يكون خط العمق الذي يخص شهريار اطول من الخط العمودي الذي يتجه نحو دنيازاد، لاختلاف نوع الاستجابة لدى الاثنين. فالاخت دنيازاد غرضها من الحكاية التسلية اما غرض شهرزاد من استعمال دنيازاد لتفعيل استجابة المتلقي شهريار فانه سيؤدي الى غرض مزدوج: الامتاع/ والافهام، لهذا سيكون مداه اطول من مدى دنيازاد.
اما الحركة الافقية فهي كالتالي:
دنيازاد ــــــــــ شهرزاد
شهرزاد ــــــــــ شهريار
ويمكن ان تكون ضمن الحركة الثالثة:
دنيازاد------------شهرزاد
------------- شهريار

والعلاقة الافقية تكشف عن علاقة توازي بين كل شخصيتين وفي الوقت نفسه فان شخصية شهرزاد هي الشخصية المحور بين الزوج/ شهريار والاخت دنيازاد ومن التوازن تتشقق علاقة المقابلة وهي جلية بين:
(20)
الاسم/ المسمى
نأخذ الاسم (شهرزاد) ونصنع منه سلماً لننوش المسمى، يعيننا في ذلك صاحب الفتوحات المكية حين يقول (الاسم سلم الى المسمى)(20) نرى ان الاسم (شهرزاد) يتوزع مناصفة بين الاخت والزوج والاسماء ثلاثتها مكونة من ستة احرف (شهرزاد، دنيازاد، شهريار)
مع الزوج تتناصف بالاحرف الثلاثة الاولى: شهر... يار
مع الاخت تتناصف بالاحرف الثلاثة الاخيرة: زاد... دنيازاد
وخطاطة ذلك كالتالي
شهر------------- يار
دنيا -------------زاد
الا يمكن ان يؤول ذلك بوجود قرابة صوتية ودلالية بين الاسماء ثلاثتها (شهرزاد/ دنيازاد/ شهريار).
(21)
السري / العلني
شهرزاد لم تناقشه بمكابداته السرية / العلنية. لم تدعه يعترف لها اعترافاً خاصةً ما ناقشه بمفهومه الخاص عن المرأة. تركته يعتقد به وعلى الاعتقاد ذاته شجعته وهي تحكي له عن الدور الخياني للمرأة او مدى حيوانيتها (حكاية المرأة والدب).

(22)

العبد / المرأة
شهريار كملك ومن منظوره الكلياني ما عداه هو، الكل: بشر/ اشياء: هي ممتلكاته هو والامتلاك: وكأن لسان حاله يقول:
(وبوصفه لي مليكتي فانا اوجه كل شيء الي/ ص246/ اطياف/ ديريدا) يعني ايضا تملك ارادة الآخر وهذا يؤدي بدوره الى التشيؤ فالاغتراب عن سيرورة الحياة والمرأة لدى شهريار صنو العبد والعبد شيء/ اداة انتاج/ والمرأة عند شهريار قبل شهرزاد من الناحية التراتبية في راتوب اكثر دونية من العبد فمن العبيد لم يقتل سوى عشيق زوجته وزوجة اخيه ملك شاه ثم يستمر شهريار في استعمال العبد كأداة أنتاج أما المرأة فهو كل ليلة يفترس امرأة، صحيح ان العبد وهو أداة أنتاج يعتبر أيضا الشرط غير العضوي للإنتاج وشهريار في علاقته بالمرأة زوجه لن تهمه فاعلية المرأة الإنتاجية بايولوجيا، المرأة لم تكن لديه ذات فاعلية بل موضوع استهلاك ومن النوع المنحط هي اداة ثأر يثأر بها منها وهكذا أخضعت المرأة الى آليات الجنسنة، قارئ الليالي الألف يلمس من ان شهرزاد تبلغ أقصى غايات التهذيب والتقية فملكية الحضور لا شعريتها هذه الخصلة، هي تشترط على الآخر وهو في الحضرة الملكية تشترط عليه بهيئة أساس الا وهي ضبط النفس وصلة الوصل بين الآخر والملك فكل الممارسات الإنسانية عليها ان تلجم بلجام ضبط النفس واذا تحلى الآخر بذلك فمعناه تخلق بأخلاق التاج وحاز رضا الملك أليس كذلك يا أبا عثمان الجاحظ (أخلاق التاج/ الجاحظ) ولأن شهرزاد كل سقفها سيف مسرور فهي تدخر كل امكاناتها الفاعلة في ضبط النفس، أنها تحكي عن نفسها لشهريار مباشرة فهي تتظاهر بالحكي لأختها (دنيازاد) (قالت دنيازاد لأختها شهرزاد يا أختي أتمي لي حديثك.. قالت حبا وكرامة إن أذن لي الملك في ذلك فقال الملك لها احكي، فقالت بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد../ الليلة الثانية) قبل ذلك: تقول دنيازاد وقد أدرك الصباح شهرزاد ما أطيب حديثك وألطفه وألذه وأعذبه فقالت لها: وأين هذا مما سأحدثكم به الليلة المقبلة ان عشت وأبقاني الملك فقال الملك في نفسه (والله ما اقتلها حتى اسمع بقية حديثها..) الحوار القصير بين الأختين لا يخلو من افتعالية الداعي لإطراء دنيازاد على أختها الا تمهيدا لقول شهرزاد (ان عشت وأبقاني الملك) وهي توعد أختها بحكاية اعذب من الاولى المحكية للتو: (أين هذا مما سأحدثكم به الليلة المقبلة) انها بتهذيبها العالي تشترط على الملك اشتراط بتمظهر في الحضرة الملكية بمظهر التوسل، من هذا المنطلق يمكن اعادة صياغة جملة شهرزاد كالتالي: لن احكي لك حكاية احلى من الاولى الا اذا ابقاني الملك اتساقا مع منظور شهريار للمرأة والمتطابق مع المنظور البضائعي، ان قيمة المرأة الاستعمالية كسلعة غير خاضعة للتكرار فقد مسختها شروط شهريار الى استعمال يتيم، ذلك من خلال الاجهاز عليها مع ضوء الصباح التالي للزواج وهي كبضاعة أي المرأة لا تمتلك شجاعة البضاعة فالمرأة تذهب الى مسلخ شهريار اعني مخدعه وهي ترتجف خوفاً، اما تلك التي ولدت (لتمحو الفوارق) اعني البضاعة فأنها صلفة الى حد التعهر بحسب قول جاك ديريدا/ ص299/ اطياف ماركس).
لم توظف شهرزاد الحكي للكشف عن ذاتها فهي لم تسرد سيرتها الخاصة، لم تعترف بين يديه لتزيده ثقة انها حكت عن الآخر لاختزال المسافة بينهما (شهريار/ الآخر) جاعلة من الحكي وسيلة افهام اما سبب عدم حكيها عن ذاتها..
1-غياب الصدقية لدى شهريار.
2-حرص شهرزاد على التكتم.
وقيمة كلام شهرزاد في احدى المستويات اذا استعملنا المصطلح الاقتصادي ضمن صيغة الأنتاج البضائعي يمكن ان نرى فيه نتاج يدوي قابل للتداول (وتكمن قيمتها في هذه الحال في مدى قدرتها على اجتذاب الناس/ ص 64 النص القرآني.. ادونيس)(21)

(23)
إتصالية الملء والتفريغ
وشهرزاد لم تناقشه بمكابداته السرية، العلنية لم تدعه يعترف لها اعترافاً خاصاً، لم تناقشه بمفهومه الخاص عن المرأة، تركته يعتقد به وشجعته على الاعتقاد من خلال حكايات يرد فيها الدور الخياني للمرأة او حيوانيتها (حكاية المرأة والدب..)
فأنت لا تستطيع ملء حيزا بما لديك ان لم تفرغ ذلك الحيز بقناعة المتحكم فيه.. هل بالامكان ملء وعاء بماء طهور وهو ملآن بماء ملوث، أليس علينا في البدء تفريغ الوعاء ثم غسله وازالة آثاره ثم تطهيره تطهيرا تاما بعد ذلك نسكب فيه ما لدينا من ماء طهور، اما اذا سكبنا ما لدينا من ماء طهور دون ذلك فاننا نبذل جهدا عاطلا والامر لا يختلف بالنسبة لشهرزاد فهي من خلال دأبها المعرفي احرزت ماء طهورا لكن مكانه الآخر، الباطشة تحذرها من المغامرة في هذا المجال اذ ان عليها ان تتركه يستهلك ما لديه من تصورات حتى يفنيها بعد ان يكون بامكانها ان تزوده بتصورها الخاص او بشيء من هذا التصور اذ ان ما يعتقد به شهريار (يجب ان يعتقد به فينفق كثير من الطاقة حتى ينفك منه واننا لننهض حينئذ باسم انوار العقل لندين كل ظلمة/ ص257- 258 اطياف ماركس..) عبر الحكي كانت شهرزاد تخدر (الـ هو) في شهريار/ (الـ انا) في شهرزاد يخدر الـ(هو) في شهريار لان شهرزاد (انا يعرف من طاقة الـ هو كي يحقق مخططاته الباطنية، وحده من يستطيع السيطرة على الـ(هو) ويمدن الميول الهدامة للـ(هو)/ التحليل النفسي للحكايا/ برنوفلهايم) (22).
(24)
الاتصال / الاختلاف
المشتركات بين شاه زمان وشهريار كالتالي:
الاخوة/ السلطة/ الخيانة الزوجية، الاختلاف يختلف الاثنان في طريقة معالجة الامر فالاول شاه زمان يسارع في حسم الامر (فوجد زوجته راقدة في فراشه معانقة عبدا اسود من العبيد فلما رأى هذا اسودت الدنيا في وجهه وقال في نفسه اذا كان الامر وانا ما فارقت المدينة فكيف حال هذه العاهرة ان غبت عند اخي مدة ثم سل سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش../ص2) اما شهريار فالامر يختلف بعد ان يكاشفه اخوه بمأساته الخاصة ويقترح عليه خدعة السفر وحين يرى ما يرى من خيانة زوجية لا ينفعل مثل اخيه بل يتعامل مع الامر ببرود العقل. اولا صحيح ان السارد الاول السارد المجهول يصفه (طار عقله من رأسه/ ص3) لكنه سرعان ما يقترح على اخيه (قم بنا نسافر الى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لاحد مثلنا او لا، فيكون موتنا خير من حياتنا/ص4) وهذا يعني ان شهريار يريد التأكد بالدليل الملموس عبر مسح طوبوغرافي يقوم به هو شخصيا هو وأخيه وبعد هذا المسح يتشكل لدينا نسق ثلاثي للخيانة..
< خيانة زوجة ملك شاه زمان.
< خيانة زوجة شهريار.
< خيانة الصبية في ليلة زفافها من قبل العفريت.
اثناء المسح الطوبوغرافي تعترضهما شاه زمان وشهريار الصبية التي اختطفها الجني فترغمهما على النزول من الشجرة والا (بالله عليكما ان تنزلا والا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتلة/ ص5).
وحين يترددان بعد النزول من الشجرة في فعل ما تأمرهما. تقول الصبية (ان لم تتقدما وتفعلا نبهت عليكما العفريت/ ص5) في نهاية اللقاء تخبرهما (ان هذا العفريت خطفني ليلة عرسي ثم انه وضعني في علبة وجعل العلبة داخل صندوق ورمى على الصندوق سبعة اقفال وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالامواج ويعلم ان المرأة اذا ارادت امراً لن يغلبها شيء/ ص5) هنا يصادفنا اولا نوعان من الافعال (اختطفني) و(رمى) وهما فعلان يحتاجان الى بذل جهد مضاعف ويدلان على القوة في حين (وضعني) و(جعلني) و(جعل) يدلان على اللين والترفق وتعليل ذلك ان الفعلين الاولين (اختطفني) و(رمى) يتوقعان رد فعل قوي من الاخر بشري كان هذا، الاخر: اهل الصبية او معلم من معالم الطبيعة: (بحر) اما الفعلان الآخران لا يعقبهما رد فعل البتة ونحن هنا امام نسق خماسي: اختطفني ليلة عرسي/ وضعني في علبة/ وجعل العلبة داخل صندوق/ ورمى على الصندوق سبعة اقفال/ وجعلني في قاع البحر/ص5) والفعل الخماسي هذا يتميز ايضا بعلاماتية تعازيمية اعني سبعة اقفال بكل ما في الرقم (7) من ايحاءات سحرية وبكل ما يعنيه (القفل) من دلالات: غلق/ صد/ كبح / ردع/ .. الخ.
ان السارد الاول، السارد المجهول يثبت هنا ماهية تاريخية لا تغير فيها اعني ثبوتية طبيعة المرأة، فيؤكد السارد ان الطبع اقوى من الردع مهما كان الردع قوة بشرية في اعلى مراحل السلطة (ملك) او قوة غير مرئية اقوى من البشر وفي اعلى مراحلها.
ــــــــــــــــــــــــــ
المراجع المستعملة:
17-18: ديريدا/ أطياف ماركس.
19: أمبرتو أيكو/ القارئ في الحكاية/ ت: إنطوان أبو زيد/ ط1 1996/ الإلغاء
20: أمين يوسف عودة/ تأويل الشعر عند ابن عربي/ رابطة الكتاب الاردنيين.
21: أدونيس/ النص القرآني وآىفاق الكتابة/ دار الاداب/ 1993.
22: برونو فيلهام/ التحليل النفسي للحكاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
على هامش الليالي الألف ..الأذن العصية واللسان المقطوع(القسم الثاني)مقداد مسعود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قراطيس ادباء البصرة :: اقلام ادبية :: نقد ادبي-
انتقل الى: