في مكانٍ ما..
أُخبئُ في حاشية الكلام
أسراراً..
لن يقرأها أحدٌ!
لأنَّ أصدقائي..
الذين ينامون في تفاصيله
ذهبوا.. في نزهة الحربِ..
ولن يعودوا!
هناكَ..
في حدائق قاحلة،
سأتلو نشيدهم
ثُمَّ أُطلقَ لأحلامي
أنْ تتسلق جدار الذكريات
علّهَا.. تطلُّ من شرفةِ الظلام
على أسرّة الشموسْ.
حيثُ يمكثُ أصدقائي..
تحت سماءٍ تئنُ..
كنتُ دائماً..
أحلُمُ بهم
وهُمْ يأتلقونَ قرب سياح الأبديّة،
حيثُ ولائم الندى..
فوقَ ملكوت العشب.
أولئك الذين
أثثوا الظهيرةَ بالشموس؛
أسرجوا للنهاراتِ.. نُصُباً..
منيرةً..
أصدقائي!!
. . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . .
أصدقائي الذين هناك..
حيثُ لا إشارةَ للعبورِ
إلى أرضهم!
أسمعهم.. يروون لي..
عن لُهاثِ الجنادبِ
تحتَ أرديتهم المبلّلة بالحمّى!
ونهارهم المكلّلِ بالرمال..
صباحاتهم ساكنة..
ومواقدهم.. مطفأة..
وقهوتهم.. باردة!
تأكُلُ أيامهم..
أجنحةُ اللهاث..
ويزنّرُ النحلُ قاماتِهم
في ممالك النسيانْ،
حيثُ تنهبُ الريحُ
ملامحهم..
وتأكُلُ الثنايا..
أسرارهم الكامنة في الثغور..
ليندثرَ كُلّ ما بيننا
من عشبِ الكلام