(إلى من قرأت له وعذبني طويلا)
سيناريو أول
ماذا يفعل الشعراء
في هذا الوقت الضائع
يغطون وجوههم كالسلاحف
تتبعهم أحلامهم
يكنسون لحاهم المتدلية
يجسدون شقاءهم
على طاقيات تحوكها أيديهم
يضعون لافتات على صدورهم
يمنعون فيها ..
أن تخرج ألسنتهم
من بين القضبان
خارج نطاق قاعاتهم المحجوزة
بحراس البلاط
وسماسرة الدجالين
وهم يهتفون بحياة البلهاء
ويصفقون بلا استحياء
.
.
أحلام طائشة
كلمات تذبح ألسنتهم
ينتابهم قلق شديد
لذلك راحوا يعدون سويعاتهم
فاستيقظوا على ملامح وجوههم الكالحة
منتظرين سجونا بلا قضبان
وسجانين بلا بنادق
.
.
ها هم يرتجفون خوفا
وعند الصباح
يرتشفون
أقداح الشاي الباردة
ويطفئون أعقاب سكائرهم
على أجسادهم النحيلة
الملوثة بسياط التعذيب
لم يحسوا طعم الحرية
وهم يستعرضون أسماءهم
منعوهم احتساء خمرهم
راحوا يغسلون أجسادهم
بخيانة أنفسهم
يتعطرون بقرفهم
ونتانة فحولتهم
سيناريو اخر
هل استيقظ شعراء العصر..؟
هل علقوا على وجوههم
حكاياتهم ,
وقصائدهم ..؟
أم ما زالوا ينتظرون
أن تعلق أجسادهم على الجدران ؟!
ها هي وجوههم عارية
من أفواههم المندسة بكلماتهم
لذلك استيقظوا على أصواتهم العارية
يبحثون عن كلماتهم
بين القضبان
.
.
علقوا رؤوسهم على أعمدة الكهرباء
لان الأنوار مطفأة
والشوارع مزدحمة
لفهم ظلام الغربة
تعودوا العيش في ظلام الوحشة
يستطلعون أفكارهم البائسة
كم تساءلت قصائدهم
لماذا يقطعون الكهرباء
عن فقراء الحيانية
ومساكين خمسميل
ألأنهم يطلبون الحرية
.
.
وضعوا كلماتهم بلا رتوش
مثل سيناريوهاتهم
على رفوف المخرجين
مملوءة بشباك العناكب
منتظرين شمس الحرية !
بيروت 2008