قراطيس ادباء البصرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافي ادبي يجمع نتاج الشعراء والادباء العراقيين والعرب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمن نحناتصل بنامجلة بصرياثا

 

 أمـــــل- قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جمال
عضو جديد
عضو جديد
جمال


عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 15/03/2008

أمـــــل- قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: أمـــــل- قصة قصيرة   أمـــــل- قصة قصيرة Icon_minitimeالجمعة يناير 30, 2009 6:12 pm

بقلم: روزلين فتح الله

حياة ظالمة لم تكتفِ بجعلها ضعيفة بل أيضاً يتيمة هكذا كان حال أمل، هذه الفتاة كانت غير محظوظة على الإطلاق، ففي السنة الأولى من حياتها وهبتها والدتها قبل وفاتها بمرض عضال إلى احد المياتم، هذا الميتم يشبه غيره من المباني القديمة وكان قابلاً للانهيار في أي لحظة، عاشت فيه بضع سنوات ثم تبنتها عائلة ولكن هذه العائلة عيبها الوحيد كان معاقبتها على أخطائها مهما كانت صغيرة. استمر هذا الحال إلى أن أصبحت في الثامنة عشر من عمرها حينها قررت الرحيل لأنها كانت تشعر بأنها لا تنتمي لهذه العائلة. غادرت أمل ولم تترك خلفها سوى الذكريات الحزينة، توجهت إلى المدينة وهناك التقت بناس كثر لم تكن تعرفهم لكنها كانت تطمئن لأي شخص تصادقه لأنها كانت طيبة وكانت تظن أن جميع الناس مثلها. كانت تتجول وتتجول وتنظر إلى هذا وذاك إلى أن عم المساء وحل الليل ودخل الناس إلى بيوتهم وأما هي فلم يكن لديها بيت تأوي إليه فجلست على مصطبة في إحدى الحدائق إلى أن غلبها النعاس ونامت. استيقظت في الصباح على صوت العصافير التي كانت تغرد على الشجرة عندها نهضت من مكانها وبدأت تتجول في المدينة وتبحث عن عمل لها. ذهبت إلى احد المطاعم وأرادت العمل هناك إلا أن صاحب المطعم رفضها لأنها كانت ترتدي ثياباً متسخة وعلى وشك التمزق. بعد ذلك لفت نظرها محل بيع المعجنات فلم تترد بالذهاب إليه وطلب العمل لكنها اصطدمت حين عرفت الجواب بل إن صاحب المحل لم يكتفِ برفضها بل راح يسمعها كلاماً بذيئاً وقام بطردها فخرجت من محله مسرعة والدموع تملأ عينيها. لم تعرف إلى أين تذهب والى من تلجأ لطلب العمل ثم رأت حانة في طريقها فدخلت إليها لطلب العمل وتم قبولها للعمل لكي تخدم الزبائن وتقدم لهم المشروب وعندما كانت تفرغ الحانة كانت أمل تنظفها وعند انتهائها كانت تنام فيها. مرت الأيام وهي تعمل هناك إلا أن السكارى كانوا يسمعونها كلاماً لم تكن قد سمعت مثله من قبل وكانوا يضربونها إلى أن سئمت من عملها وقررت تركه. قادتها قدماها إلى الحديقة وجلست على المصطبة وبدأت تتذكر حياتها الماضية ولماذا لم يحبها والداها بالتبني ولماذا لم تدخل المدرسة كباقي البنات. لم يكن هنالك في حياتها شيء يدعوها للتفاؤل بالمستقبل لذلك قررت إنهاء حياتها فذهبت ومشت على ذلك الجسر الحجري ورمت نفسها في النهر.
نشرت في جريدة (صوت بخددا) العدد (55) ت1 2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمـــــل- قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قراطيس ادباء البصرة :: اقلام ادبية :: منتدى القصة-
انتقل الى: