الفصل الأول:تمارا محبوبة تموز
محبوبة أنت إلى هذا الحد ، يا تمارا
منذ أن كنت فقيرة
تنعمين عبر عدم وجود هذا الكون
مبتهجة
مترقرقة في أعذب أنهار
مترجرجة في أقدم زمان
تنعمين بأنغام الطيور والخضرة والأرجوان
إذ لم يكن إلا زهو وبهاء ولغة بلابل في بستان
وحدك ، تتألقين بعريك
تنعمين بهذا الجنان
تقولين
هنا الحياة بهية
لا مساءات حزينة
لا خرائب
لا سخط
سوى أزمان…أزمان
لا شمس
لا ليل نهار
لا سجن
لا رياح وكثبان حمراء
وحدك تنعمين على الدوام بالرخاء
تنعمين دون حدود
دون حلم
تتمددين فوق طحالب صفراء في فردوس الأمان
تحت شجرة مثقلة بالرمان
باسمة بريئة
كأول بذرة سماوية ، لا يعتريها هذيان
كأول بذرة يثقلها العبير
إذ يفوح منه رحيق الطلع ، ورائحة العبير
كأول حورية في الجنة
كجسد رقيق
جميلة أنت…إلى هذا الحد ، يا تمارا
عندما تلملمين شعرك بعد أن يداعبه النسيم
ويتسلق سيقان نباتات لا تأبه للحنين
وتهمسين
بلادي…بلادي
أنت أجمل البلدان
لازلت في قبضة الطغيان
محبوبة أنت إلى هذا الحد ، يا تمارا
منذ أول ظلام
منذ أول ليلة
شفافة
محاطة بالأناشيد التي تمتد إلى ألف…ألف عام
وأنت تحسبين خطوات الطريق
الآن ، أنت تائهة
تتعرين من هذا جسدك
فوق حوض التطهير
تتعرين
من آخر ثوب
من جدول الدموع
من عطر البخور
من احتراق الشموع
من آثار سوط العقاب
أنت تائهة
مطرودة
من آخر جنة
من آخر موت كأنك ألف مستحيل
مطرودة من رمز الآلهة
من أول انفجار
من أكبر انفجار
منذ أن شيد هذا الكون وراء القضبان
مطرودة
من آلهة الشمس
إذ لا ترين نور
لا ترين غيمة سحاب
لا ترين زرقة سماء
لا تعرفين سر هذا الوجود
أنت فقط…تغنين
في كل صباح مولود
بلادي…بلادي
أنت أجمل البلدان
لازلت في قبضة الطغيان
محبوبة أنت إلى هذا الحد ، يا تمارا
منذ أن كنت فقيرة
لا تعرفين أسرار اللعب
بخاتم الحب
بسرير الرقاد
بآخر استقرار