محبوبة أنت إلى هذا الحد ، يا تمارا
منذ أن قالوا ، وفي قولهم طول المدى مغيبا
حمل الهوى آمنون هاربا
في سواد الليل مغتربا
يسري الشوق إليك عجبا
بأطرافه كان جسدك مغتصبا
محبوبة أنت إلى هذا الحد ، يا تمارا
منذ أن تدلت من عذقك السنون
من أول نظرة…من بعيد
منذ أن سماك العرب تمارا
منذ أن سماك العرب
بلادي…بلادي
أنت أجمل البلدان
لازلت في قبضة الطغيان
الفصل الثاني: بغداد أرض العودة
أسد مجنون ، مرقط ، كأن في بطنه شعلة مرعبة
وفي فمه نار غاضبة…متوحش دائما
يبعث الرعب ، وبارع في التدمير
إذ توارث كل شئ عن أبيه الشرير
هائج الآن…حارت بغداد منه
كلما أنجبت أبناء ، افترسها بشراهة
و كلما بنت أسوارا ، خربها بضراوة
إنه بارع في التدمير
يشبه أباه الشرير
بكت بغداد من زئيره الآتي من البر
عند الفجر ، ليحطم النخيل ، ويجفف النهر
تنهدت بغداد ، ودعت آلهتها القديمة
ودعت تمارا الأمينة
وحبيبها تموز صاحب المآثر العظيمة
وقالت : يا أيتها الآلهة القديمة
يا تمارا الأمينة
يا تموز صاحب المآثر العظيمة
يا معشر أهل المدينة
أنقذوا بغداد من الحصار
باسم الرب الجبار
تمتمت الآلهة ، وصرخت:بغداد
تمتمت تمارا ، وصرخت : بغداد
تمتم تموز ، وصرخ : بغداد
هرع العراقيون من كل جانب ، وشارع
ومن خلف التنانير ، والخرائب ، والمقابر
ومن الأهوار ، والسراديب ، والمخافر
ومن فم أسطورة الزمن الضائع
الأطفال هم الطلائع…في كل خبر شائع
ليكونوا قربانا للشرائع
في بحر الله الواسع
مثل بحار دون شراع
هرع العراقيون…بنوا المعابد ، والتماثيل
وأشعلوا البخور
نحروا الذبائح ، ووزعوا النذور
فرحوا لغير المعتاد ، والاقتدار
ثم جنحوا للخيال بكل خاطر
والآلهة في انتظار
لينهض تموز من الخراب
من أرض الأموات
من تابوت الأسرار
وينقذ بغداد من الحصار
تعالى الهتاف…رنت الأوتار
ها قد جاء المنقذ المختار !
بالسلاح…بمشعل النار
يا رجال !…يا رجال !
أخلوا الطريق عن صانع الأقدار
ها قد جاء تموز ليرد الاعتبار
يا رجال !…يا رجال !
أفسحوا المجال…أسمعوا ما يقول :
أنا المنقذ المختار أصارع الأسد الطريد
أصنع الوطن السعيد باسم بغداد المجيد
يا رجال !…يا رجال !
أغلقوا أبواب الديار