الفصل الثالث :اختفاء تموز
أشباح في عزلة دائمة
مخيفة في سراديب مظلمة
عنيفة ذات أردية بيضاء
قاسية بأظافر خشنة ، حمراء
تتقاتل
على قرع طبول
وابتهالات سجناء
بين جدران ساكنة
ألم مبرح ، فزع قائم كلما خطت الأشباح
نحيفة أيادي السجناء
معروقة حين ترتفع في الهواء
قاحلة عيون هذه الأشباح
تبرق منفذا في كل الأشياء
تموز لا يرى سماء
لا يسمع خرير ماء
يستعين فقط بالدعاء
وبصوت آلهة الصحراء
سجين…جسده مثخن بالجراح
كلما ارتفعت عيناه إلى سقف السرداب
كلما تحسست أنامل غريبة منحدرات عظامه المعتمة
تجد طريقها في أحشائه
في صراخه
في هذا العذاب
كأي منبوذ
متيبس
و هو في غياب
إنه ملاذ على إيقاع
لبرودة أقدام
لرنين أسنان
ملاذ سهل
هش
لصفعة جلاد
إنه ذابل في وحدته
يرتجف في قفصه
انه متعة كالمعتاد
تدعو للاشتياق
تدعو لاحتفال طاغية
سفاح
تموز مجرد سجين
مجرد جلد وعظم
تروح به عن نفسها الأشباح
مع ذلك…تموز احتفال
يثير الاهتياج
الارتياح
كنسمة عابرة
كدهليز عنف
كمغارة غير منتهية
تموز مصروع
تطقطق عظامه دون رقيب
يجادل الظلمة بكل طيب
يؤذن للقريب والبعيد :
أيا موطننا
كل شئ يبدأ من هذا السجن
في عالم الأنس والجن
ماذا يحدث ؟
لو لم يكن تموز في سجن
مفقود موطننا
مفقود في استراحة الكوارث