قراطيس ادباء البصرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافي ادبي يجمع نتاج الشعراء والادباء العراقيين والعرب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمن نحناتصل بنامجلة بصرياثا

 

 معرض الفنان التشكيلي الكوردي كورو في دمشق: ورود تزهر في "مقبرة"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد الرسائل : 74
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

معرض الفنان التشكيلي الكوردي كورو في دمشق: ورود تزهر في "مقبرة" Empty
مُساهمةموضوع: معرض الفنان التشكيلي الكوردي كورو في دمشق: ورود تزهر في "مقبرة"   معرض الفنان التشكيلي الكوردي كورو في دمشق: ورود تزهر في "مقبرة" Icon_minitimeالثلاثاء مارس 18, 2008 11:51 pm



PUKmedia ابراهيم حاج عبدي/ دمشق
افتتح مساء أمس الأحد في صالة السيد للفنون التشكيلية بدمشق، معرض للفنان التشكيلي الكوردي السوري كورو (Guro)، حمل عنوان (Gulana Guro)، ضم مجموعة من اللوحات المتفاوتة الحجوم، والمنفذة بتقنية الألوان الزيتية على القماش، حضره حشد من المهتمين بالحركة التشكيلية، ومن الإعلاميين والكتاب والمثقفين.
كورو، المولود سنة 1964م في قرية سَفَر القريبة من مدينة الدرباسية المتاخمة للحدود السورية مع تركيا، مولع برسم الطبيعة بمختلف تجلياتها وتضاريسها وفصولها وقسوتها ورقتها، وهو لا يمل، خصوصا، من رسم زهرة عباد الشمس، ذات المنظر الجميل، التي تسور بسيقانها الطويلة، وصفرة أوراقها اليانعة، البساتين والحدائق في الجزيرة السورية.
عاش كورو طفولته في تلك الطبيعة البكر، وفي ذلك "الغمر الساحر" حسب تعبير سليم بركات، واحتفظ في ذاكرته الغضة بتلك المشاهد التي يستحضرها، الآن، على شكل لوحات تبعث على الدهشة، وتشيع في النفس اطمئنانا، وراحة.
وعن تعلقه بزهرة عباد الشمس يقول كورو في تصريح لمراسلنا في دمشق "زهرة عباد الشمس لا تتفتح إلا في الصباح، حين تشع الشمس بخيوطها الأولى على الكون، وهي تنطوي على نفسها، وتداري جمالها خجلا عند غياب الشمس، وأنا أشبّه نفسي بتلك الزهرة الجميلة التي استقرت في مخيلتي، لتحرضني على الرسم".
والمتمعن في اللوحات التي يرسمها هذا الفنان الذي اعتمد على نفسه منذ البداية، ولم ينتمِ إلى أية أكاديمية، يرى كرنفالا بهيجا من الألوان، بل يشعر وكأنه يسير في ربيع دائم: ورود من جميع الأشكال، والأصناف، وطبيعة طليقة مفتوحة على الأفق الممتد إلى اللانهاية، وسماء زرقاء ناصعة، أو مطرزة بغيوم بيضاء، خطوط وأشكال وكتل توحي، دائما، بالدعة، والسرور، والتفاؤل، غير أن من يتعرف على هذا الفنان عن قرب سيكتشف، على الفور، مقدار معاناته على الصعيد المعيشي اليومي، وعلى الصعيد الفني، فهو يعيش في قبو تحت الأرض لعدم قدرته على دفع أجرة منزل مريح، وهو يصف، في نوع من التهكم، هذا المكان الذي يفتقر إلى أدنى الشروط الصحية بـ "المقبرة".
والزائر إلى هذا البيت، المرسم المعتم في الليل والنهار، لابد وأن يطرح على نفسه سؤالا: كيف تسنى لهذا الفنان الذي يعيش في هذا المكان المهمل، والمتواضع أن يقدم في لوحاته كل هذا الجمال. يعلق كورو على هذه المفارقة: يقول الفنانون "كنا نرسم منذ نعومة أظفارنا"، بينما أنا أقول بأنني عندما كنت أرسم في صغري كانت أظافري تدمع دما، فقد كنت أساعد والدي في بناء البيوت الطينية كي نؤمن للأسرة لقمة العيش"، ويضيف في نبرة مؤلمة "لم يدُر في خلد والدي أن يوما سيأتي، ستدمع أناملي ورودا، وزهورا، وعباد شمس، وشقائق نعمان".
رغم هذا الواقع البائس، أصر كورو، الذي نشأ في كنف أسرة فقيرة، على ممارسة الرسم، ولئن تعذر على والده تحمل التكاليف الباهظة لدراسته في الجامعة، لكن الشاب المتحمس أراد أن يعتمد على نفسه، فجاء إلى العاصمة السورية، وتعرف على الوسط التشكيلي، واتبع دورات في الرسم في بعض المعاهد الخاصة، وكان يعمل خلال ذلك في مهن مختلفة حتى يستطيع الإقامة في دمشق ويصرف على نفسه، وهو، من هذه الزاوية، يشبّه تجربته الحياتية والفنية، بتجربة المخرج السينمائي الكوردي الكبير يلماز غوني الذي عانى، بدوره، من مختلف صنوف العذاب، وعمل في مهن مختلفة، لكنه استطاع، في نهاية المطاف، أن يبدع أفلاما مدهشة، وان يحقق حضورا واسعا، واعترافا عالميا، فقد نال فيلمه "الطريق"، مطلع الثمانينات من القرن الفائت، الجائزة الأولى في أهم مهرجان سينمائي، ألا وهو مهرجان كان.
وإضافة إلى هذه الظروف الصعبة التي مر بها الفنان كورو، فان هناك أمرا آخر يستدعي التوقف عنده، وهو انه محروم من الجنسية السورية، شأن الكثير من الكورد السوريين، ولعل هذا الحرمان من الجنسية هو الذي شكل العائق الأكبر أمام انتشار فنه، ذلك انه لا يستطيع السفر إلى أية دولة بغرض إقامة المعارض فيها. يقول كورو معلقا على ذلك باستهجان، وبنوع من الدُعابة المرة: "ما يحز في نفسي هو أن قريتي اسمها سَفَر، لكن لسخرية الأقدار لم أتمكن من السفر إلى أي مكان"، باستثناء زيارة قام بها إلى بيروت، قبل سنوات، لإقامة معرض له هناك، لذلك فهو لا يغيب عن المعارض التشكيلية داخل سوريا، إذ شارك في عشرات المعارض الجماعية، فضلا عن عدة معارض فردية، وكُرّم في بينالي المحبة في مدينة اللاذقية منتصف التسعينيات.
لا يثقل كورو لوحته بأية أبعاد فلسفية أو إيديولوجية، وهو ينأى بلوحته عن كل ما يعكر صفو سلاستها، فهو منهمك في توثيق جمال الطبيعة بأسلوب يتأرجح بين الواقعية والتعبيرية، ولطالما انتقد أولئك الذين لا يتقنون أبجدية الرسم، فيلجأون إلى التجريد والأوهام والألغاز معتبرين ذلك فنا! إنه يترجم ذلك المخزون البصري الذي استمده من طبيعة الجزيرة السورية، بتلقائية وعفوية، ويجتهد، عبر تجربته، في تقديم لوحة بسيطة، سهلة. لكن هذه البساطة، وتلك السهولة تنطويان على مشهدية بصرية حافلة بألوان الطبيعة الغنّاء، حتى ليصح في لوحته قول الشاعر: "أتاكَ الربيعُ الطلقُ يختالُ ضاحكاً...من الحُسنِ حتى كادَ أن يتكلما".
وإذا كان كورو يفضل ألا يلطخ سمعة لوحته بألاعيب السياسة، وبطرح القضايا الكبرى التي تشوه جمالية الفنون عموما، حسب اعتقاده، لكنه مدرك لحقيقة الواقع الذي يعيش فيه، فحرمانه من الجنسية افقده الكثير من الفرص، وشكل لديه حافزا نحو الحرية والانطلاق، تماماً كزهرة عباد الشمس التي تعانق الصباح كل يوم، يقول كورو:في البدء، دخلت الروح والمحبة في جسدي، وانطبعت على لساني لغتي، وزهرة عباد الشمس أصبحت نورا في عيني. إنها تعوضني عن الحرية التي حُرِمْتُ منها منذ ولادتي".






معرض الفنان التشكيلي الكوردي كورو في دمشق: ورود تزهر في "مقبرة" Kkero11معرض الفنان التشكيلي الكوردي كورو في دمشق: ورود تزهر في "مقبرة" Kkero44
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://garatees.yoo7.com
 
معرض الفنان التشكيلي الكوردي كورو في دمشق: ورود تزهر في "مقبرة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قراطيس ادباء البصرة :: اقلام فنية :: منتدى الفنون الجميلة-
انتقل الى: