سجل الشاعر العراقي كاظم الحجاج حضوراً شعرياً كبيراً في قصيدته الجديدة (عين الزيتون الأسود) التي جسد فيها ما يشهده الواقع العراقي على صعد مختلفة، أبرزها جانب العنف الذي تناوله الشاعر من بعدين:
الأول مشاهدات العنف اليومية التي رسمها على نحو اقترب فيه من الطريقة السردية في التناول، والبعد الآخر، سبر فيه الشاعر برؤيا معمقة الأسباب الثقافية والتأريخية والدينية لهذا العنف.
وهذه مقاطع من عين الزيتون الأسـود :
"نحن الدامعون وريث عيون البكاء
عيون تبكي اكثر مما تنظر
امر الفقراء غريب
ومن كثر مايعرف الفقراء الرغيف النظيف
وتقول الملفات
لا اخشى من قاض فانا محكمتي
فانا استقيظ في نزح الليل
لابكي اخطاء نهاري"
تقول الملفات :
"علمتنا الاساطير ان الشعوب تعظم اربابها كي يليقوا بها
نحن الاجساد الاشباح
لاتظهر منا في مرآة سوى الروح
ارايت عيون الدجاج تنطفي بعد ثانيتين من الذبح
هل ابصرت قشور الزيتون الاسود
لون الزيتون الاسود عين المذبوح
احذر عين القتلى
فهي عقاب حتى الموت
لمن لم ينقذ ذبح المذبوح"
"وانا مثل طفل رضيع
يدغدغه الاهل كي يضحكوه
فيحملهم بالبكاء على موطني
ويحملهم حين يضحك ويلعب ثم يموت
بعد ماصار كل صغار العراق بفضل الفتاوى طريقا الى جنة البلهاء
هل انا احياء بما يكفي كي نبكي موتانا
انا احفاد البؤساء
يحكمهم اجداد ماتوا منذ قرون
منذ عشرين قرنا حجزتنا الحجاز عن الشمس
ايها المسلمون اسمعوا
ابن لادن وقولوا للعالم كل يوم
ان المسلمين لايحسنون شيئا غير القتل
طهر الماء بجسدك
وظف الصابونة بيديك
لا تقبل السماء من الارض
ارفع ارضك اليها
لاتتمجد باجدادك
مجدهم بك
لاتكن ابنا لابيك ولا لامك
كن غدا لاحفادهما"
"جدد الشمس حتى نرى
وفي الصبح اوقد لنا قمرا
فلكن مساءي ولكن نهاري مضى
نحن ابناء هذا العراق تعبنا من الركض صوب الورى".
السبت نوفمبر 22, 2008 5:56 am